responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 473
بنعمة ربه، كالذين قال الله فيهم: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ [الحج: 11].
ومنهم: من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، فلا يظهر كلمة الإيمان وقلبه منها خواء، كأولئك الأعراب الذين عرضت لهم الآية الكريمة، ومن المؤمنين قوم اطمأنت بالإيمان قلوبهم، وأخبتت له أرواحهم، فهم به سعداء وعليه حريصون، أولئك الذين قال فيهم: الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ [الأنعام: 82].

[أثر الإيمان فى الفرد]
وإذا وصل الإيمان إلى مثل هذه الدرجة السامية، واحتلّ من القلب مكانا رفيعا أنتج أروع الآثار، ولم يكن عاطفة خامدة، بل ينور النفس سائرها، فتبدو على الجوارح آثاره أوضح من الصبح، وأضوأ من النور، وأحلى من غرة النهار، وشرح ذلك يطول، وإنما نلمّ من ذلك بطرف ليكون تبصرة للمؤمن، وتذكرة للمخدوعين، وحسرة على المجرمين.
من آثار الإيمان: حبّ يستروح معه المؤمن السعادة الكاملة والنعيم المقيم، والله تبارك وتعالى يقول: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْداداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ [البقرة: 165].
ومن آثار الإيمان: سعادة دائمة، وراحة قلبية، واطمئنان نفسى لا يجد المؤمن معه مسّ الشقاء، ولو عذّب بجميع ما عرف الناس من أنواع العذاب ما سلمت له عقيدته واطمأن إليها قلبه، كالذين حدثوا أن بعضهم خاصم زوجته المؤمنة فكان فيما قال لها:
والله لأشقينّك. فابتسمت، وقالت: إنك لا تستطيع ذلك، فقال: ولم؟ فقالت: لأن سعادتى فى إيمانى، وإيمانى فى قلبى، وقلبى لا سلطان لأحد عليه، فسرى عنه وهشّ لها وابتسم. وهم يقولون: إن ذلك مما وقع لعمر بن الخطاب رضي الله عنه مع زوجته أم كلثوم بنت على رضي الله عنهم أجمعين، والله أعلم حيث يجعل رسالته.

نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا    جلد : 1  صفحه : 473
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست